احتلال اليونان لمدينة بورصة بعد الحرب العالمية الأولى
بعد الحرب العالمية الأولى، أعلنت دول التحالف في 22 حزيران/يونيو 1920 بأن اليونانيون سوف يتقدمون باتجاه المناطق الداخلية للأناضول.
عبرت الجيوش اليونانيّة خط ميلين في 22 حزيران/يونيو وبدأت بالتحرك نحو ولايتيّ أوشاك وبورصة بستة فرق عسكرية، في تلك الفترة كان عدد القوات التركيّة في الأناضول قليلًا جدًا وكانت معظم هذه القوات تحاول قمع الانتفاضات الداخلية.
وبين 22 و 30 حزيران/ يونيو من عام 1920 احتلت اليونان العديد من المدن من إزمير باتجاه بورصة حتى وصلت إلى مدينة كاراجابيه، وفي تلك الأثناء أنزل البريطانيون الذين أرادوا المساعدة في التوسّع اليوناني جنودهم في مدينة باندرما (شمال غرب بورصة) في تاريخ 26 حزيران/يونيو.
ومن هناك أرادو الذهاب إلى مودانيا في 26 حزيران لكنهم تراجعوا بعد أن تصدت لهم القوات التركيّة بالنيران المدفعية، وفي 6 تموز/يوليو قصف الأسطول البريطاني مودانيا لمدة 3 ساعات متواصلة، ليحتل بعدها البريطانيون مودانيا بتاريخ 7 تموز/يوليو.
ومن ثم دخلت الجيوش اليونانيّة بورصة بتاريخ 8 تموز/يوليو.
في 10 تموز/يوليو عقد مجلس الأمّة التركي اجتماعًا بخصوص احتلال بورصة وقرروا تغطية منبر مجلس البرلمان بوشاح أسود إلى حين إنتهاء أحتلال المدينة.
وخلال فترة الاحتلال قام اليونانيون بإهانة الرموز الوطنية والدينية في المدينة، وإن أكثر ما أثار استياء وغضب أهالي بورصة هو إهانة قبر السلطان عثمان غازي، إذ علّقوا صورة الملك قسطنين فوق قبره، كما خربوا قبري السلطانين عثمان غازي ابنه أورهان غازي.
في تلك الأيام الصعبة وبسبب كون ما يقارب ثلث سكان بورصة من غير المسلمين، أخذ بعض المواطنين أسلحتهم وتوجهوا إلى الجبال، أما الذين بقوا في المدينة قاموا بأعمال استخباراتية لصالح القوات الوطنية.
بعد انتصار الجيش التركي في معركة دولموبنار الشهيرة في 30 آب/أغسطس عام 1922 والتي كانت الضربة القاضية لليونانيين، تقدم الفيلق الثالث قادمًا من الشمال، ومجموعة أخرى من مدينة كوجالي من الجنوب الشرقي إلى بورصة، لينسحب الجيش اليوناني من المدينة مساء يوم 10 أيلول/سبتمبر 1922، ليدخل قائد الفيلق الثالث صباح يوم 11 أيلول 1922 إلى بورصة معلنًا تحريرها.
وهكذا أنتهت سنتان وشهران ويومان من الاحتلال، وأعيدت بورصة إلى الوطن مرة أخرى، وأزيل الوشاح الأسود من على منبر البرلمان، ليحتفل الجميع بهذا النصر، حيث ذبحوا الأضاحي في أنقرة و صلّوا صلاة الشكر.